الثِقْلُ الذي لم تَضَعْه يومًا
تتصرّف كأن السقوط ليس خيارًا،
وكأنّ عليك حمل العالم بثباتٍ لا يختلّ.
ولم يفهم أحد أنّك لم تُولد قويًّا…
بل أصبحت كذلك لأنك لم تجد كتفًا تسقط عليه.
تتصرّف كأنّ السقوط ليس خيارًا.
تمشي بثباتٍ مُرهِق، وتخفي ارتجافة التعب تحت ابتسامة هادئة،
وكأنّ العالم ينتظر منك أن تظلّ واقفًا مهما حدث.
لكن الحقيقة الأعمق أنّك لست صخرة…
أنت إنسان يتعب، يخاف، ويتمنّى لحظة واحدة
يضع فيها هذا الحمل جانبًا دون أن يُحاسبه أحد.
ربما لم تجد يومًا كتفًا آمنًا تسقط عليه،
فسقطت وحدك… مرّة بعد مرّة،
وتعلّمت أن الانهيار علنًا مؤلم أكثر من الانهيار في الخفاء.
فأقنعت نفسك أنّ الثبات ضرورة،
وأنّ كل ما لا تبوح به سيختفي مع الوقت.
لكن ما لا نقوله لا يزول…
بل يتحوّل إلى طبقة صلبة فوق القلب،
تمنعه من الشعور، وتمنعك من الاقتراب ممّن تحب.
وحين يراك الناس قويًّا دائمًا،
لا أحد يسأل: “كم تحمّلت؟
وكم مرّة كنت على وشك السقوط ولم يلاحظ أحد؟”
وتذكّر أنّ الثبات ليس شرطًا للحياة،
وأنّ الانكسار أحيانًا ليس نهاية…
بل لحظة يتغيّر فيها المسار،
ليعود الإنسان إلى نفسه… قبل أن يضيع.
